مستشفى الرمثا الحكومي... بطولة صامتة وجهود استثنائية في خدمة الوطن

في موقف يجسد أسمى معاني المسؤولية الوطنية والإنسانية، قدّم مستشفى الرمثا الحكومي وكوادره الطبية والفنية والإدارية نموذجًا مشرفًا في التعامل مع الحادثة الأمنية التي شهدتها المنطقة يوم أمس، رغم محدودية الإمكانات والتحديات اليومية التي يواجهها المستشفى.

وأكد الممرض موفّق الدرايسة، أحد كوادر التمريض العاملين في مستشفى الرمثا الحكومي، في حديثه لـ"صوت الحق" أن كوادر المستشفى بمختلف تخصصاتها هبّت فور وقوع الحادثة لاستقبال المصابين من أفراد الأجهزة الأمنية، حيث جرى التعامل مع الحالات الطارئة بسرعة وكفاءة عالية، ضمن جاهزية متميزة أثبتت قدرة المستشفى على إدارة الأزمات في أصعب الظروف.

ورغم أن العديد من الكوادر لم يكونوا على رأس عملهم، إلا أنهم بادروا للحضور فور سماعهم بالحادثة، من أطباء وممرضين وفنيين من أبناء مدينة الرمثا، ليشكلوا مع زملائهم فريقًا موحدًا عزز القدرة التشغيلية للمستشفى في تلك اللحظات الحرجة.

وشهد المستشفى إجراء عملية جراحية نوعية لأحد المصابين من أفراد الأمن، قادها اختصاصي الجراحة الدكتور يوسف الزعبي بمساندة فريق الجراحة والتخدير وكادر العمليات. وقد استمرت العملية نحو أربع ساعات تكللت بالنجاح، ما ساهم في إنقاذ حياة المصاب في إنجاز طبي يُسجَّل للمستشفى وكوادره.

كما كان لإدارة المستشفى، ممثلة بمدير المستشفى ومدير التمريض، دور محوري في تنسيق العمل وتنظيم مسارات الإسعاف، إضافة إلى تحويل بعض الحالات إلى مستشفيات مجاورة لضمان أفضل مستوى من الرعاية الصحية.

هذه الجهود البطولية، التي لم تحظَ بالتغطية الإعلامية الكافية، تركت أثرًا كبيرًا في نفوس كل من شهدها، وأثبتت أن روح العطاء والانتماء ما تزال حاضرة بقوة في مؤسساتنا الصحية، وأن كوادرنا على قدر المسؤولية عندما يناديهم الواجب الوطني.