خبير بيئي يدعو إلى إنقاذ بركة "العرايس" ونقل الحيوانات منها قبل الجفاف الكامل

دعا الخبير والباحث في مجال حماية البيئة وصون الطبيعة، الدكتور أحمد محمود الشريدة، إلى تحرك عاجل من الجهات المعنية لإنقاذ الحياة البرية في بركة "العرايس"، عبر نقل الحيوانات إلى أماكن رطبة مثل السدود، وضخ كميات من مياه نهر اليرموك إلى البركة بهدف رفع منسوبها، وضمان استمراريتها بالحد الأدنى حتى الموسم المطري المقبل 2025–2026.

وأوضح الشريدة، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن موجة الحر غير المسبوقة وارتفاع درجات الحرارة تسببا بزيادة كبيرة في معدلات التبخر، ما يُنذر بجفاف البركة خلال الصيف الحالي إذا لم يتم التدخل سريعًا.

وتقع بركة "العرايس" في أقصى شمال غرب الأردن، ضمن لواء بني كنانة بمحافظة إربد، وتبلغ مساحتها الأصلية حوالي 10 دونمات مربعة، بعمق يُقدر بـ 50 مترًا.

وبيّن الشريدة أن البركة تحتضن حوالي 63% من التنوع الحيوي النباتي والحيواني في المنطقة، بما في ذلك أنواع نادرة وفريدة من النباتات العطرية والطبية، إضافة إلى أنواع مهددة بالانقراض مثل الضفدع الأخضر، الجلغوم، والسلحفاة الإغريقية. كما تشكل البركة محطة حيوية على مسار هجرة الطيور عبر الصدع السوري الإفريقي، حيث يمر بها سنويًا أكثر من مليون ونصف طائر مهاجر، تتخذ منها موقعًا للتزود بالغذاء والماء والتكاثر.

وأشار إلى أن التغيرات المناخية خلال السنوات الأخيرة أثّرت بشكل مباشر على خصائص البركة، خاصة مع تراجع كميات الأمطار في أراضي بلدات ملكا والمنصورة وأم قيس، ما أدى إلى انحسار مساحة البركة إلى أقل من 1500 متر مربع حاليًا.

وأكد الشريدة على ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ هذا النظام البيئي الفريد، الذي يشكل رئة طبيعية وموردًا بيئيًا استثنائيًا في شمال الأردن.