نيفين العياصرة تكتب : إرادة وتقدم نحو طفرة سياسية

في خطوة تعكس وعيا سياسيا متجددا يتجه حزب إرادة وتقدم نحو الدمج بوصفه حالة صحية تعبر عن تقدم ملحوظ و إرادة التغيير وإدراج ملامح حزبية جديدة تقوم على خلط الكفاءات المتنحية وإعادة توظيفها ضمن عمل مؤسسي مهني يواكب متطلبات المرحلة، فالدمج هنا لا يعني مجرد جمع صفوف إنما  يمثل طفرة حزبية فريدة تؤسس لمرحلة أكثر حيوية وفاعلية في المشهد السياسي  حيث تتلاقى التجارب وتتداخل الطاقات بما يفتح المجال لولادة خطاب حزبي حديث قادر على إحداث التغيير.

 وانطلاقا من هذه الرؤية يطرح تساؤل مشروع.. لماذا لا يكون هناك هرم حزبي عملي لحزب الدمج "إرادة وتقدّم"؟ هرم واضح المعالم يحدد الأدوار ويضبط الإيقاع الداخلي ويمنح الحزب القدرة على ترتيب أولوياته في المرحلة التأسيسية، فوجود مثل هذا الهرم لا يقتصر على الشكل التنظيمي فقط إنما يشكل أداة مرنة لتحديد الأولويات الطارئة خلال الأشهر الستة الأولى ويضع أسسا متينة للعمل الإداري والمالي بما يمهد للإنتقال من مرحلة الدمج إلى مرحلة أكثر رسوخا واستقرارا واستراتيجية. 

سكة التحديث السياسي لم تعد تحتمل قطارات حزبية مجندة لخدمة بعض الشخوص وهو ما شكل أحد أهم أسباب ضعف المحركات الحزبية وفقدانها لزخمها الشعبي ، من هنا تبرز الحاجة الملحة إلى الإنفتاح على قاعدة الهرم، أي الأعضاء واستقطابهم نحو الإنتماء الحزبي الفعال مع إيلاء اهتمام خاص بالمرأة والشباب في المحافظات والأرياف والمناطق النائية  بوصفهم الطاقة  القادرة على تجديد دم الحزب وإحياء مشروعه. ولا يكتمل هذا المسار إلا عبر تحقيق العدالة داخل الحزب نفسه من خلال عمل مؤسسي مهني يبتعد عن منطق القرب والبعد من القيادة  ويعزز الطاقات ويفتح الأبواب أمام كل من يملك قدرة على الإضافة والإبداع.  

اليوم نحن أمام مرحلة الستة أشهر الأولى من الدمج وهي الأصعب والأكثر حساسية، إذ تتجلى فيها ملامح "الخريف والربيع" معا  فقد تسقط أوراق وتذبل، لكن في الوقت ذاته قد تزهر أخرى في رياض الحزب لتعلن عن بداية جديدة، هذه المرحلة تتطلب التريث والانفتاح على النقد البناء لا الهادم وتجاوز الأنا الفردية لصالح المشروع الجماعي  فليست المعضلة أن تكون القيادة من "تقدّم" أو من "إرادة"، إنما المعضلة الحقيقية أن لا نتريث ولا نمنح التجربة فرصتها الكاملة، لعلها تكون بداية التغيير المنشود