إسرائيل تكثف مجازرها في غزة لتنفيذ النزوح القسري

{title}
صوت الحق -

 متابعات: كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية من هجماتها على مدينة غزة بشكل أكبر مما كان عليه خلال الأيام الماضية، وسط تحذيرات من خطورة مخطط النزوح القسري الذي بدأت إسرائيل في تنفيذه، وسقط الكثير من الضحايا الجدد في غارات على المدينة ومناطق أخرى في القطاع.


وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن وصول 71 شهيدًا و339 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية إلى مشافي القطاع، وقالت إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 62,966 شهيدًا و159,266 إصابة.


وميدانيا، شهدت أحياء مدينة غزة الجنوبية التي بدأ فيها التوغل البري، والشمالية وكذلك مناطق وسط وشرق المدينة، قصفا جويا ومدفعيا عنيفا، حتى أن دوي الانفجارات لم يهدأ على مدار الـ24 ساعة الماضية، وكانت سحب الدخان تتصاعد بشكل متزامن من كافة اتجاهات المدينة.


وارتقى أربعة شهداء وأصيب آخرون، من عائلة ياسين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في شارع الزاوية بمدينة غزة. وفي غارة أخرى استشهد مواطن وأصيب آخرون في استهداف شقة سكنية في حي الرمال، فيما أصيب آخرون في استهداف خيمة نزوح في مخيم الشاطئ غربا، وجرى نقل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفى الشفاء جراء استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي غزة.

وجاء ذلك في وقت ركز فيه جيش الاحتلال على قصف بنايات سكنية، فقصف أبراج المقوسي شمالا، وعمارة الهور شرقا، ومنازل لعائلة بنات والغمري جنوب المدينة، كما جرى استهداف البلدة القديمة في المدينة، حيث طال القصف أحد المنازل في شارع عمر المختار من الناحية الشرقية، وذكرت مصادر محلية أن القصف العنيف والمتتالي ترافق مع سماع دوي انفجارات عالية ناجمة عن قصف مدفعي استهدف مناطق التوغل البري، ترافق أيضا مع عمليات نسف للمنازل هناك.


ومن أجل إرباك المواطنين، ألقت طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر" القنابل على سوق حي الشيخ رضوان، الذي يعمل الاحتلال على تهجير سكان المنطقة المحيطة به، فيما أصيب مواطنون بنيران مسيرة من ذات النوع في شارع الجلاء، ومن البحر المحاصر كانت الزوارق الحربية تستهدف المنطقة الغربية.


وفي ذات الوقت سمعت دوي انفجارات ناجمة عن تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على منطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، والتي أجبرت الغارات التي طالت البلدة خلال الأيام الماضية على ترحيل أعداد كبيرة من سكانها، ليلتحقوا بمن سبقهم من سكان بلدات شمال القطاع، الذين نزحوا قسرا بعد تجدد العدوان في مارس الماضي.


وحسب روايات شهود عيان من المدينة، فإن أصوات القصف أربكت الجميع هناك، فيما أخاف تساقط القذائف المدفعية سكان المنازل والخيام على حد سواء، خاصة وان الهدف من وراء هذه الهجمات دفعهم نحو النزوح القسري إلى مناطق جنوب وادي غزة، حسب خطة "عربات جدعون 2" التي وضعها الجيش الإسرائيلي، وهي مناطق لا يتوفر فيها أي مساحات لاستيعاب مليون مواطن يتواجدون في مدينة غزة.


وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن ما يروج له جيش الاحتلال حول وجود "مساحات شاسعة فارغة" في جنوب قطاع غزة، يعد "ادعاء باطل يتناقض مع الحقائق الميدانية، ويمثل محاولة تضليل للرأي العام الدولي والتغطية على جريمة التهجير القسري واسعة النطاق"، وأكد أن هذه المزاعم تأتي ضمن حملة دعائية تستهدف كسر صمود الشعب الفلسطيني في غزة والشمال.


وأشار إلى أن محافظات الجنوب والوسطى في قطاع غزة مكتظة بالكامل بأكثر من مليون وربع المليون من المُهجرين قسرياً الذين فرّوا من القصف المستمر، حيث يعيشون في خيام عشوائية تفتقر لأدنى التجهيزات ولا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة، لافتا إلى أن المساحات التي أشار إليها الاحتلال، سواء في المواصي أو مخيمات الوسطى، هي أراضٍ محدودة غير مجهزة لاستيعاب هذا الكم الهائل من البشر، ومعظمها مزارع أو أراضٍ خاصة، وبعضها يستخدم كمناطق عازلة أو مهددة بالقصف، وقال "الاحتلال بذلك يسعى لافتعال أزمة إنسانية جديدة تضاف إلى المأساة المستمرة منذ نحو 700 يوم من الإبادة الجماعية".


كما أكد أن خريطة الاحتلال المزعومة للنزوح "مضللة”، وتتجاهل الواقع الكارثي من الاكتظاظ الشديد وانعدام البنية التحتية، وتخفي حقيقة أن أي انتقال جديد للسكان يعني المزيد من المعاناة، وانتشار الأمراض، وتفاقم الجوع، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول الإمدادات الكافية وعدم توفر المياه مطلقاً.


وجاء ذلك ردا على الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الذي زعم وجود مناطق تكفي لاستيعاب نازحي غزة، وتحدث عن "مناطق شاسعة فارغة" في جنوب القطاع والوسط، وقد هدد السكان بالقول "إخلاء مدينة غزة لا مفر منه"، ورغم الأزمة الإنسانية في الجنوب وقلة الطعام زعم "ستحصل كل عائلة تنتقل إلى الجنوب على أوفر المساعدات الإنسانية التي جاري العمل عليها في هذه الأيام".


وحذرت وزارة الصحة من الهجوم البري على غزة وترحيل السكان، وأكدت أنه سيكون هناك كارثة، إذا ما نفذ المخطط، مع نسبة اشغال للمشافي وصلت لـ300% فوق طاقتها، وقال مدير عام المستشفيات الدكتور محمد زقوت "مقومات تقديم الرعاية الصحية معدومة، وهناك استنزاف كارثي فيما تبقى من مُقدرات طبية".


وقالت بلدية غزة إن المدينة ️تعيش أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة مع احتشاد أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن ونازح في ظروف قاسية، وسط بيوت مدمَّرة، وطرقات مقطوعة، وآبار معطَّلة، فيما يواصل الاحتلال تهديداته باجتياح المدينة، وأكدت أن تهديدات الاحتلال بتوسيع الهجوم "تعني تعميق الكارثة الإنسانية"، بعد أن دمّرت الحرب منذ أكتوبر 2023 البنى التحتية الأساسية، بما فيها الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي والحدائق والآليات الخدمية، وتسببت في تراكم كميات هائلة من النفايات داخل المدينة، وأشارت إلى أن النزوح الجماعي والازدحام السكاني الحاد فاقما عجز البلدية عن توفير الخدمات الأساسية في ظل الحصار.


إلى ذلك فقد استمرت هجمات الاحتلال على باقي مناطق القطاع، وأعلنت مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عن ارتقاء شهيد وإصابة سبعة من المجوعين، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات في محيط "محور نتساريم"، وأعلنت عن استشهاد مواطن من عائلة الحزازين في محيط المحور.


كما ارتقت سيدة وطفلها، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة غانم في بلوك 10 بمخيم البريج، وذلك على وقع هجمات مدفعية طالت المناطق الشمالية للمخيم ومخيم النصيرات المجاور، فيما استهدف الاحتلال منزلا لعائلة مصبح على طريق صلاح الدين في مدينة دير البلح.


أما في مدينة خان يونس جنوبا، فأعلن مجمع ناصر الطبي عن استقبال 6 شهداء من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب المدينة، كما ارتقى طفل من عائلة سلامة وسيدة من عائلة أبو السعود، إثر إطلاق الاحتلال النار على خيام النازحين في منطقة المواصي غربا، واستشهد شاب من عائلة دحلان متأثر بإصابته البالغة.


واستهدف الاحتلال برجا سكنيا في مدينة حمد شمال غرب المدينة، كذلك شن الطيران الحربي غارة على المناطق الشمالية، فيما تعرضت أحياء وسط المدينة والمناطق الجنوبية التي يحتلها الاحتلال لإطلاق نار كثيف، وسمع أيضا دوي انفجارات ناجمة عن قصف مدفعي لمناطق شرق خان يونس، وأدت الهجمات لوقوع إصابات.


في الموازاة استمر جيش الاحتلال في إعدام المجوعين قرب نقاط التوزيع شمال غرب مدينة رفح، حيث استشهد مواطن في محيط المركز الموجود في منطقة "الشاكوش"، فيما تعرضت المنطقة المجاورة غرب المدينة لإطلاق نار كثيف.


وقالت وزارة الصحة في غزة، إنها سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتقع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 317 شهيدًا، من بينهم 121 طفلًا، وقالت إنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قِبل (IPC) بتاريخ 22 أغسطس 2025، سُجّلت 39 حالة وفاة، من بينهم 6 أطفال.

تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS