السودان يواجه حربًا مفروضة بأيادٍ إقليمية خفية ويرفض وساطات تُقصيه عن قراره الوطني

{title}
صوت الحق -

عدي الحنيطي  - أكد السفير السوداني لدى المملكة الأردنية الهاشمية، حسن سوار الدهب، أن الحرب الدائرة في السودان ليست حربًا داخلية بحتة، بل حرب مفروضة على البلاد، تشهد تدخلات وأطرافًا إقليمية تدعم التمرد بصورة واضحة ومباشرة.


وأوضح سوار الدهب، خلال مؤتمر صحفي عقد في عمّان، أن القوات السودانية ضبطت مؤخرًا آليات ومعدات عسكرية جديدة ومتطورة كانت بحوزة قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن هذه المعدات دخلت البلاد عبر دول مجاورة، وتم شراؤها ضمن صفقة مالية من بريطانيا قبل تهريبها إلى السودان.


وأضاف أن استمرار الإمدادات العسكرية لقوات التمرد يُعبّر عن "أيادٍ خفية” تمتد من الخارج، لافتًا إلى وجود شركات أجنبية كانت تتعامل مع تلك الدول الداعمة. وأكد أن المتمردين أقدموا على تدمير وإحراق كل ما يمتّ إلى جذور السودان بصلة، غير أن الرقمنة والتحول التقني في مؤسسات الدولة ساعدا في إنقاذ جزء كبير من بياناتها الوطنية من الدمار الكامل.


وبيّن السفير أن الحرب القائمة بين ميليشيا ممولة خارجيًا وجيش وطني يدافع عن أرضه وسيادته، من الطبيعي أن تكون طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن السودان يعيش في دوامة من الصراعات منذ عقود طويلة، "ولم يذق طعم الاستقرار يومًا واحدًا حتى الآن”. 


وأضاف أن تكلفة الحروب التي خاضها السودان بين عامي 1956 و1984 تجاوزت 40 مليون دولار، ما يعكس الأعباء الاقتصادية والإنسانية الثقيلة التي خلفتها النزاعات المتكررة في البلاد.


وفي سياق متصل، شدد سوار الدهب على أن السودان يرفض أي وساطة لا يكون طرفًا أساسيًا فيها، مبينًا أن بلاده رحّبت بعدة مبادرات إقليمية ودولية، من بينها الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ومصر والإمارات، لكنها ترفض أي تحركات لا تضع الخرطوم في موقع رئيسي على طاولة المفاوضات أو تقلل من دورها في صنع القرار.


وأكد أن السودان يرحب بجميع الجهود الصادقة والعادلة التي تصب في مصلحة البلاد وشعبها، مشيرًا إلى أن بلاده عضو فاعل في جامعة الدول العربية وتؤمن بأهمية الحلول التي تراعي السيادة الوطنية وتحفظ حقوق المدنيين دون المساس بوحدة الدولة أو استقلال قرارها السياسي.


وخلال المؤتمر، عُرضت تقارير وصور توثّق حجم الدمار والنزوح والمعاناة التي لحقت بالمدنيين، وسط دعواتٍ متكرّرة لتكثيف الجهود الإغاثية وتوحيد الموقف الدولي لإنقاذ من تبقّى من الأبرياء.

تصميم و تطوير : VERTEX WEB SOLUTIONS