محمد ملكاوي يكتب: محاولات فاشلة لتحريض وزرع الفتنة داخل الشارع الأردني ولا رهان على وعي الأردنيين

{title}
صوت الحق -
بقلم الاعلامي محمد  عيسى ملكاوي:

في الآونة الأخيرة، شهد المشهد السياسي في الأردن محاولات متعددة من بعض التيارات والتجمعات الشعبية للتحريض وزرع الفتنة بين المزيج الأردني المتماسك، وهو أمر يستحق التحليل والدراسة بعناية.

وترتكز هذه المحاولات على استغلال الشعور بالغضب والاستياء بين الشعب نتيجة لتعاطفهم مع القضية الفلسطينية نتيجة الأحداث الحاصلة في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدم الرضا عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ومع تزايد الوقفات الاحتجاجية في الرابية وازدياد مشاهد التظاهر دعماً للقضية الفلسطينية، أصبحت تظهر أساليب جديدة لتحريض والفتنة تتنوع بين الاتجاهات المختلفة، حيث يتم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والتواصل الاجتماعي لنشر الرسائل والفيديوهات المثيرة للجدل والتي تهدف إلى تحريض الناس ضد بعضهم البعض أو ضد النظام الحاكم.

كما يتم تضخيم القضايا السياسية وتجريدها من سياقها الحقيقي بهدف إثارة الاضطرابات والتوترات.

إلى جانب ذلك، يتم استخدام التجمعات والمظاهرات الشعبية كوسيلة لتأجيج الفتنة وتحريض الجماهير على التصعيد والعنف والاحتكاك مع رجال الأمن الذين وُجدوا لحماية المتظاهرين من هؤلاء المندسين الذين أصبحوا محط انتباه الجميع.

ومن خلال متابعتي لما يجري في الشارع على مدار أيام مع تواصل مشاهد التظاهر والاعتصام بالعاصمة عمان، أصبح من الواضح جداً أن هؤلاء الجماعات التي تحاول قيادة الشارع إلى المجهول من خلال زرع أشخاص متفرقة موزعة في أماكن التظاهر، تتمثل أساليبهم في توجيه الاتهامات الباطلة والتحريض على رجال الأمن والدولة والتمييز الطائفي والعنصري لزعزعة الوحدة الوطنية.

ومع ذلك، فإن الحقيقة التي يجهلها هؤلاء الجماعات المندسة والتي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدولة، هي أن الشعب الأردني ورغم مشاركته بتلك المظاهرات، وحتى إن أخطأ وشارك المحرضين بالهتافات من غير وعي أو بقصد، لن تستطيع غسل عقول الشارع الأردني وتجرده من وطنيته وقيمه الأردنية التي عاشت ونبتت فينا ما حيينا، وأن دقت ساعة الصفر ستجد كل الأردنيين، من متظاهرين ومعارضين وهاتفين في الميادين، أمام الأمن العام لا عليهم في خندق واحد، يحمون ثرى الأردن من كل مندس وعميل وحاقد، فلا تراهن علينا، فأرض الوطن أغلى ما نملك بقيادته العربية الهاشمية الأصيلة، وسيبقى سداً منيعاً أمام كل المحاولات الداخلية والخارجية، لمساس بأمن واستقرار الأردن وجعله ساحة دموية كما حدث في بعض الدول الشقيقة والصديقة.

من الجدير بالذكر أن السلطات الأردنية تتخذ إجراءات حازمة لمواجهة هذه المحاولات والتصدي لمن يحاولون استغلال الشعور بالاستياء والغضب من أجل تحقيق مصالح شخصية أو سياسية. وعلينا جميعاً أن نتكاتف ضد هذه المحاولات البائسة والفاشلة بعون الله، كما على الحكومة أن تعمل على إبراز أهمية توعية الجمهور بمخاطر التحريض والفتنة وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح والاحترام المتبادل كأدوات أساسية لتعزيز السلم الاجتماعي والسياسي.

باختصار، تتطلب محاولات مكافحة التحريض والفتنة تعاونًا شاملاً بين الحكومة والمجتمع المدني والجهات الإعلامية لمواجهة هذه الظاهرة والحفاظ على استقرار البلاد ووحدتها الوطنية.