رؤية ملكيه ثابتة و دور لا ينحاز إلا للسلام وجهد دؤوب لحماية الأردن وتعزيز أمن المنطقة،،،

صوت الحق -
- النائب الأسبق الدكتورة صفاء المومني
قبل أسابيع، حظيت بشرف لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن جمع من الشخصيات السياسية والإعلامية في قصر الحسينية. في ذلك اللقاء الذي حمل الكثير من الرسائل الواضحة والحاسمة، أكد جلالته أن الأردن، بقيادته الهاشمية، سيظل عصيًا على أي محاولات للمساس بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه. كان حديث جلالته واضحًا لا لبس فيه: لن يكون الأردن ساحة حرب لأي صراع، ولن يسمح بأي عبث بأمنه الوطني مهما كانت التحديات.
لقد لمسنا جميعًا، ونحن نتابع تحركات جلالة الملك داخليًا وخارجيًا، كيف يواصل الأردن لعب دوره التاريخي والأصيل في إرساء أسس التهدئة، وفي تثبيت الاستقرار في الإقليم، رغم تعقيدات المشهد وتشابك الأزمات.
واليوم، يقف الأردن في قلب الأحداث الكبرى؛ بدءًا من موقفه الثابت تجاه قضية فلسطين وغزة، مرورًا بتطورات الأوضاع في الإقليم، وصولًا إلى التوترات الأخيرة بين إيران وبعض القوى الدولية.
فرغم الأزمات المتلاحقة، لم يتخلَّ الأردن يومًا عن دوره الأخلاقي والسياسي والإنساني في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي السعي الدائم نحو تهدئة حقيقية تحفظ أرواح الأبرياء وتعيد فتح الأفق أمام حل عادل وشامل.
لقد عمل جلالة الملك بلا كلل ليبقى الصوت العربي الأكثر اتزانًا وعقلانية في مواجهة التصعيد غير المسؤول الذي يدفع ثمنه الأبرياء. ومنذ اندلاع الأحداث المؤسفة في غزة، حرص الأردن على تقديم المساعدات الإغاثية والطبية عبر جسر جوي وإرسال المستشفيات الميدانية رغم الصعوبات اللوجستية والمعيقات الميدانية. وهذه المواقف ليست طارئة، بل هي امتداد للمسؤولية الهاشمية التاريخية تجاه المقدسات في القدس الشريف، وحماية للهوية العربية الإسلامية للمدينة.
أما في ظل الأحداث المتسارعة في إيران مؤخرًا، فقد شدد جلالة الملك مرارًا على أن الأردن لا يقبل أن يكون طرفًا أو مسرحًا لأي تصفيات او حسابات إقليمية.
هذا الموقف الحازم لم يأتِ من فراغ، بل من خبرة طويلة للأردن في إدارة التوازنات الصعبة، ومن إيمان راسخ بأن أمنه الوطني خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه.
إن جلالة الملك، في كل تحرك وموقف، يحمل همّ الوطن وقضاياه وهمّ الأمة معًا.
ويقع على عاتقنا كأردنين مهمة إيصال الحقيقة، و تحصين الوعي العام وتوضيح مواقف الدولة الاردنيه داخليًا وخارجيًا، ودعم قيم الوحدة الوطنية التي لطالما كانت صمام الأمان لهذا البلد، و تعزيز الثقه بالدوله و مؤسساتها.
ختامًا، نستطيع أن نقول بكل ثقة إن الأردن سيبقى بفضل قيادته الحكيمة عصيًا على التحديات، ثابتًا على مبادئه، حاضرًا بموقفه الإنساني والسياسي في نصرة فلسطين، وفي دعم كل مسعى يحقق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المضطربة.
ويبقى العنوان الأهم: أمن الأردن فوق كل اعتبار.